ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم السبت 9 دجنبر 2017، برِحاب القصر الملكي العامر بالدار البيضاء، مراسم توقيع بروتوكول اتفاق بين الدولة المغربية والمجموعة الصينية " بي. واي. دي أوطو أندستري" BYD Auto Industry، من أجل إنجاز منظومة صناعية للنقل الكهربائي. وقد تم توقيع البرتوكول من طرف وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، السيد مولاي حفيظ العلمي، ووزير الاقتصاد والمالية، السيد محمد بوسعيد، ورئيس مجموعة " بي. واي. دي أوطو أندستري "، السيد وانغ شوانفو Wang Chuanfu.

وتتعلق المنظومة الصناعية " بي. واي. دي " بحلول النقل الكهربائي التي توفرها شركة " بي. واي. دي " (السيارات السياحية الكهربائية والحافلات والشاحنات الكهربائية)،والعربات المعلّقة والبطاريات الكفيلة بتسوية أعْتَى إشكاليات النقل المرتبطة بالتلوث والنقل الطرقي. ومن شأن هذا المشروع الرائد أن يسمح بإحداث 2500 فرصة عمل جديدة مباشِرة، وسيَشغل، منذ انطلاقه، عقارا تبلغ مساحته خمسين هكتارا، منها ثلاثون هكتاراً مغطاة.

ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، تنضم المملكة إلى أحد الفاعلين الروّاد في قطاع الطاقات المتجددة ووسائل النقل الكهربائي، ولأول مرة في إفريقيا، فهي تَلتحق برَكب قطاع النقل الكهربائي الذي سيتوجه إنتاجه في آن واحد إلى كل من السوقين الخارجية والمحلية.

ويُعزز انطلاق هذا المشروع الواسع النطاق التزام المغرب على مستوى التنمية المستدامة التي أصبحت تشكل أحد الأركان الأساسية التي لا يقوم النموذج الاقتصادي المغربي بدونها، وبالتالي فهو يُسهم في الوفاء بالالتزامات الدولية التي تعهدت بها المملكة على مستوى تخليص وسائل النقل من تلوث الكاربون.

وفي هذا الصدد، أشار وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، السيد مولاي حفيظ العلمي، إلى أن المشروع المبتكر لشركة " بي. واي. دي " الذي يُدخل تخصصات جديدة إلى المملكة يضع بلادنا قطعا في خِضّم الدينامية التي يشهدها العالم والتي تتطلع إلى تطوير أشكال جديدة للنقل، تحرص كل الحرص على الجمع بين النجاعة واحترام البيئة، مضيفا بأن المنظومة الصناعية المنشَأة حول شركة " بي. واي. دي "، تُعزز بذلك الخيارات الاستراتجية للمغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

وكما ذكر السيد وانغ شوانفو، فبفضل كافة حلول النقل الكهربائي هذه" تُسارع شركة "بي. واي. دي " بخُطى حَثيثة إلى مؤازرة المغرب في جهوده الرامية إلى تطوير حلول النقل الحضري النظيف، من خلال مجموعته المتكاملة من السيارات الكهربائية (السيارات السياحية والحافلات والشاحنات) وتخفيف حِدة تكدس المدن، وذلك بفضل حَلّها المبتكر المتمثل في المترو الجوي المعروف بالعربات المعلَّـــــقة". وأضاف السيد وانغ شوانفو بأن " شركة " بي. واي. دي "جد سعيدة أيضا بالتعاون مع المغرب في إنجاز هذا المشروع، وتبادل خبرتها التي طورتها في عدة بلدان خلال السنوات القليلة الماضية والمتعلقة بتطوير منظومات صناعية خاصة بالنقل الكهربائي". وأعرب السيد وانغ شوانفو أيضا عن أمله في أن " يُصبح التعاون بين المملكة المغربية وشركة " بي. واي. دي "مثالا جيدا يُحتذى به بالنسبة لبلدان أخرى في العالم، وذلك على مستوى تفعيل حلول طاقية مبتكرة ".

وقد كانت الزيارة الملكية للصين، في شهر ماي 2016 مُحفّزا ثمينا لمباشرة إنجاز هذا المشروع، وهي الزيارة التي تم خلالها إبرام عدة اتفاقات للتعاون، مما مكّن اليوم المستثمرين الصينيين من التفكير برَويّة في استقرارهم بالمغرب.

ويُعزى هذا النجاح الجديد أيضا إلى المؤهلات العديدة للمغرب، وبالخصوص ما يتعلق بتموقعه الأكيد كأرضية تنافسية لإنتاج السيارات، واستقرار عدة فاعلين رواد في قطاعات جد متقدمة، مثل اللوازم التركيبية والإنارة وتقنيات التوصيلات الكهربائية.

ويتألف طاقم شركة "بي. واي. دي"، الرائد العالمي في ميدان النقل الكهربائي من 220.000 مستخدَما، موزَّعين على 33 موقعا عبر العالم. ويبلغ رقم معاملاتها 17 مليار دولار، وهي تُمثل 13 في المائة من مجموع مَبيعات السيارات الكهربائية في العالم. كما تستأثر بنسبة 30 في المائة من السوق الصينية التي تُعتبر أكبر سوق للسيارات في العالم.